يسر ذَلِك فِيمَا بَينه وَبَين ربه وَلَا يبديه حَتَّى يكون ذَلِك مصونا فِيمَا بَينه وَبَينه ويجتهد أَلا يشْتَهر فينسب إِلَى ذَلِك فيقتضى غَدا صدق ذَلِك وحقائقه ووفارته فيستحي من ذَلِك
أَلا ترى إِلَى أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما ذكرُوا منَّة الله عَلَيْهِم بِالْإِسْلَامِ طابت نُفُوسهم فَقَالُوا إِنَّا لنحب رَبنَا فَلَو علمنَا مَاذَا يحب لأتينا محبوبه فابتلوا بِهَذِهِ الْكَلِمَة فَأنْزل الله عز وَجل {قل إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله وَيغْفر لكم ذنوبكم وَالله غَفُور رَحِيم}
وامتحن دعوتهم لمحبتهم إِيَّاه بقوله {إِن الله يحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا كَأَنَّهُمْ بُنيان مرصوص}
فاقتضاهم قتالا بِهَذِهِ الصّفة من الثَّبَات ليبرز حقائق حبهم فَلَمَّا خَرجُوا إِلَى الْقِتَال فَمنهمْ من وفى بذلك وَمِنْهُم من لم يَفِ بذلك فَأنْزل الله تَعَالَى قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}