قَوْله (سِيرُوا سبق المفردون) قَالُوا يَا رَسُول الله مَا المفردون قَالَ (الَّذين أهتروا فِي ذكر الله يضع الذّكر عَنْهُم أثقالهم فَيَأْتُونَ يَوْم الْقِيَامَة خفافا)
فالخوف أَن تخافه من عَظمته والرجاء أَن ترجوه من رَحمته والخشية أَن تخشاه من مهابته وَالْحب هُوَ أحبك فأعطاك من حبه لَك حَتَّى أحببته فَهَذَا مباين للخوف والرجاء والخشية فِي الأَصْل فالخوف والرجاء والخشية هاج من نَفسك لعظمته وَالْحب مِنْهُ بدا فَوضع فِيك حَتَّى هاج لَهُ حب الرَّجَاء من ذَلِك الْوَضع فِيك وَالَّذِي وضع فِيك من الْحبّ سر منظوم فِي نور الْمعرفَة وَنور التَّوْحِيد وَنور التَّوْحِيد كشيء فِي شَيْء فالمعرفة ظَاهِرَة وَالْحب فِيهَا بَاطِن كلب الشَّيْء وَلذَلِك قُلْنَا إِنَّه من الشَّجَرَة بِمَنْزِلَة قلب الشَّجَرَة فَعظم قُوَّة الشَّجَرَة من قلب الشَّجَرَة فَمن اخْتصَّ من الْعباد فتح عَلَيْهِ بَاب حبه حَتَّى هاج مَا فِي قلبه يسمو إِلَى الَّذِي عِنْد ربه فَلَا يزَال قلبه فِي السّير وَحب الله فِي مزِيد وهيج العَبْد فِي مزِيد حى يصير العَبْد هائما بِهِ فَكَمَا كَانَ هَذَا فِي الأَصْل يسر فحقيق على العَبْد أَن