وكان أبو زيد يجعل من هذا الباب قولهم: أحشك وتروثني! يخاطب فرسا له. يقول: أعلفك الحشيش وأنت تروث عليَّ قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في هذا قول أكثم بن صيفي: لو سئلت العارية: أين تذهبين؟ لقالت: اكسب أهلي ذماً.
يعني أنهم يحسنون في الإعارة والقروض، ثم يكافئون بالمذمة إذا طلبوها
قال هشام بن الكلبي: من أمثالهم في هذا قولهم: كبر عمرو عن الطوق.
فاخبرني أبن الكلبي عن أبيه أنَّ صاحب هذا المثل جذيمة الأبرش بن مالك، قال لابن أخته عمرو بن عدي الخمي، وكان له طوق يلبسه في الصغر، فاستهوته الجن دهراً إلى أن وجده مالك وعقيل ابنا فارج من بلقين، وهما ندمانا جذيمة. وقد ذكرنا بعض حديثه في غير هذا الموضع، فأرادت أمه أن تعيد الطوق عليه فقال لها جذيمة: " كبر عمرو عن الطوق " فذهبت مثلاً. قال الأموي: ومن أمثالهم في هذا قولهم: جلت الهاجن عن الولد.
قال أبو عبيد: والهاجن هي الصغيرة، ومنه يقال: اهتجنت الجارية، إذا افترعت قبل الأوان، فقيل في المثل: " جلت الهاجن " وإنّما أرادوا " صغرت " وأنا أحسب هذا من الأضداد، لأنهم يقولون للعظيم: جلل، وللصغير: جلل، ومنه قول امرئ القيس في قتل أبيه: "