باب الخطأ في مكافأة المحسن بالإساءة والمسيء بالإحسان.

قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا قولهم: خير حالبيك تنطحين.

قال أبو عبيد: وأظن اصله أنَّ شاة وبقرة كان لها حالبان، وكان أحدهما أرفق بها من الآخر، فكانت تنطح الرافق بها، وتدع الآخر. يضرب للرجل يكافئ المحسن بالإساءة، والمسيء بالإحسان. ومثله قولهم: خير إناءيك تكفئين.

وكذلك قولهم: يحمل شن ويفدى لكيز. وكان المفضل، فيما يحكى عنه، يقول: هما شن ولكيز ابنا أفصى بن عبد قيس، وكانا مع أمهما في سفر وهي ليلى بنت قرآن بن بلي حين نزلت ذا طوى، فلما أرادت الرحيل فدت لكيزاً تفدية، ودعت سناً دعاء ليحملها، فعندها قال شن هذه المقالة، فذهبت مثلاً.

ومنه قول الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015