أمثالا أخرى انحدرت من أصول تلك الحضارة، أمّا من هو مثلي فحسبه التمثيل والتنبيه.
ومن باب التنبيه أيضا أن أشير إلى أن بعض هذه الأمثال- على ما يبدو- من أصول إغريقية، كقولهم في: 353 «ما أشبه السفينة بالملّاح» ففي التراث الإغريقي أن ديوغانس «نظر إلى طوف شوك يجري به الماء- وعليه حيّة- فقال: ما أشبه السفينة بالملّاح» [153] ، وقولهم في: 132 «نعم الصّهر للمرأة القبر» فهو ينطلق- كما يغلب على الظن- من نظرة أبقراط إلى المرأة في قوله: «للمرأة ستران: بعلها وقبرها» [154] .
أمّا الكثيرة الكاثرة من هذه الأمثال فهي- كما هي طبيعة الأمور- من أصول عربيّة ولكنها تتفاوت في أزمانها. ولا أريد الآن أن أؤرّخ لهذه الأمثال، ولكن أريد أن أشير إلى صدق ما قاله المؤلّف من أنه «كان الرجل في صدر الإسلام، والآخر في الجاهلية يرسل الكلمة، فتترك ولا يتمثّل بها إلّا في أيام هذه الدولة العباسيّة» [155] . فقد وجدت أن طائفة من هذه الأمثال يعود إلى العصر الجاهليّ مثل: 75؛