اللَّهُ الَّذِي لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} 1.
هذه الآيات العظيمة من سورة (الحشر) هي أشمل الآيات التي فصلت المعاني التي دل عليها (المثل الأعلى) لله تعالى، حيث بينت الحقائق الآتية:
1- تفرد الله تعالى بالألوهية، واستحقاقه وحده للعبادة في قوله: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ... } .
2- تقديم ما يدل على اتصاف الله بالألوهية، وتفرده بها، في قَوْله تَعَالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} ، ثم الإخبار عن ذلك بذكر أسمائه سبحانه بقوله: {المَلِكُ القُدُّوسُ ... } الآية، يدل على أن وصف الألوهية هو المعنى الأساس الَّذِي ترجع إليه كل صفات الكمال.
وسيأتي مزيد بيان لهذا المعنى في الفوائد إن شاء الله تعالى.
3- ذكر عدد كبير من أسماء الله الحسنى الدالة على صفات الكمال، وهي تدخل في تفصيل ما دل عليه المثل الأعلى من اتصافه تعالى