فالمثل الأعلى - على هذا المعنى - هو: ثبوت وحدانية الله في وصف الألوهية والربوبية.
والوصف بالألوهية والربوبية يتضمن اتصافه بخصائصهما من صفات الكمال الأخرى، وقد أشار إلى هذا بعض المفسرين حيث قَال: "وقيل: (المثل الأعلى) أي الصفة العليا وهي: لا إله إلا الله"1.
وقَال صاحب روح المعاني: "وعن قتادة ومجاهد أن المثل الأعلى: لا إله إلا الله. ولعلهما أرادا بذلك الوحدانية في ذاته تعالى وصفاته سبحانه"2.
وهذا التفسير وإن كان أشار إلى معنى الوصف بقوله: "ولعلهما أرادا بذلك الوحدانية"، إلا أنه لم يشر إلى تفرده بالألوهية التي هي معنى لا إله إلا الله، والتي هي أساس ثبوت المثل الأعلى، وهي شرط صحة الإيمان. إذ لو أقر شخص بتفرد الله بالذات وصفات الكمال، لكنه لم يقر بأن الألوهية خالصة لله، لم يكن بذلك مؤمنا الإيمان الشرعي.
ولذلك جمع الله بين تفرده بالذات المقدسة، وبوصف الألوهية