وهذا التمثل الَّذِي يقوم بقلوب المؤمنين المحبين لصفات رب العالمين - الَّذِي هو: بمعنى معرفة الصفات وإثباتها وتذكرها، لا التمثيل الحسي، أو هو: ذكره بها مع استحضار معانيها - راجع إلى العلم بها. بمعنى أنه قد يكون صحيحاً موافقاً لما هو ثابت لله حقاً، وقد يكون غير صحيح. وذلك متوقف على صحة العلم والإدراك وليس على المحبة المجردة.

قال ابن تيمية - رحمه الله -: "والعلم قبل العمل. والإدراك قبل الحركة، والتصديق قبل الإسلام والمعرفة قبل المحبة، وإن كانا يتلازمان؛ لكن علم القلب موجب لعمله، ما لم يوجد معارض راجح، وعمله يستلزم تصديقه، إذ لا تكون حركة إرادية ولا محبة إلا عن شعور، لكن قد تكون الحركة والمحبة فيها فساد إذا لم يكن الشعور والإدراك صحيحا"1.

وقال: "فإن وجود الفروع الصحيحة مستلزم لوجود الأصول"2.

فالمحبة لا تستقل في إثبات المثل الأعلى لله تعالى في قلب المؤمن. وإنما أساس ذلك المعرفة بأسمائه وصفاته وهي فرع عنه، وناتج منه.

وقد توجد المحبة لله عن غير علم صحيح، أو مع علم قاصر، وعندها يكون تمثل القلب لأسماء الله وصفاته خاطئاً، وإثباته لها غير موافق للمثل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015