أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} 1.

يدخل فيها الضاربون لهذا المثَل ونحوه والقابلون له، من جهتين:

(الأولى) أنهم كذبوا على الله حيث قَرَّروا ما يعارض دينه بأمثال فاسدة، وأقوال مزخرفة.

(الثانية) أنهم زعموا لأنفسهم أو لغيرهم أنهم يتلقون بالفيض والكشف من جنس ما يتلقى الأنبياء، فيشملهم قوله تعالى: {أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} .

ويرد أيضا على هذا الزعم - أنه يحصل بالكشف لأهله من جنس ما يحصل للأنبياء - ما ورد من أن الله ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} 2.

قَال ابن كثر - رحمه الله -: "وهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015