{قَدْ جَآءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَآ أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ اتَّبِعْ مَآ أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنْ المُشْرِكِينَ} 1.
فبيّن سبحانه أن القرآن الذي أنزله قد جاء يبصر الناس ببيان الحق وحججه وبراهينه، وأنه تعالى صَرَّف الآيات وبيّن مراده في كتابه ليتعلمه قوم فيعملون به ويتبعونه أسوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم الذي أمر باتباع ما أنزل عليه من الكتاب والحكمة.
أما المشركون المعاندون فيزعمون أنه ليس وحياً من الله وإنما تعلمه الرسول ودرسه ودارس به الأمم السابقة من اليهود والنصارى.2
فهم ينكرون الوحي وأن يكون القرآن من عند الله.
وليس بعيداً عنهم من ينكر أن العلم يكون بما أنزل على الرسول من الوحي من الكتاب والسنة. فالمقصود من إنزال القرآن وتعليم السنة هو العلم الدال على الصراط المستقيم.
وهذا الأمر - وهو أن العلوم والحقائق الدينية إنما تؤخذ من الكتاب والسنة - أمر معلوم من الدين بالضرورة، لا يختلف فيه أحد من أهل