وهذه الأباطيل أفضل ما يُردّ عليها به، ذكر النصوص الثابتة المحكمة التي تدل على خلاف ما قرره بتلك الأمثال الباطلة والدعاوي العارية عن البرهان.
وليس المقصود حصر تلك الأدلة، وإنما ذكر بعضها مما يفي بالغرض - إن شاء الله - من بيان بُعد الضاربين لتلك الأمثال عن هدي الكتاب والسنة، ومعارضتهم لما دلا عليه من الحق. ويكون فيما يلي:
أ- زعمه أن الحقائق لا تعرف بالتعلم، وأن الأنبياء كذلك.
فيرد عليه بالأدلة التي تدل على أن النور والهداية، والعلم، والخروج من الضلال، ومعرفة سبل السلامة إنما هي بتعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن من تمسك بالكتاب والسنة فلن يضل أبدا.
وقد تقدم ذكر بعضها عند دراسة مثل النور.1
ومن أشملها قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} 2.
وقوله: {قَدْ جَآءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ