خلاصة هذه الفائدة:
أن النهي عن ضرب الأمثال لله تعالى، في قوله: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ} يتضمن بالدرجة الأولى النهي عن إثبات المماثل لله عز وجل في ذاته أو شيء من صفاته وأفعاله، وأن اعتقاد شيء من ذلك يؤدي إلى اتخاذ الشركاء مع الله في العبادة.
كما تبين أن شياطين الإنس يغرون الناس، حيث يوهمونهم أن لبعض الخلق من الأنبياء أو الأولياء أو غيرهم شيئاً من الربوبية، أو المماثلة لصفات الله تعالى، ليؤلهوهم لأجل ذلك الاعتقاد ويصرفوا لهم العبادة.
لذلك كان البيان الواضح المتكرر لاستقلال الله وتفرده بالربوبية، وتفرده بأهم خصائصها من الملك والأمر، والخلق وإبطال أي زعم يسند أي شيء من ذلك لغير الله، كي يستقر اعتقاد تفرد الله بالألوهية، واستحقاقه وحده للعبادة في قلوب العباد، ويقطع الطريق على المجرمين دعاة الشرك.