وحده لا شريك له، فقال تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ} ، أي بل الأمر كله إليَّ"1.

وهذه الآية مع دلالتها على تفرد الله بالأمر تبطل مزاعم المشركين بأن الله أعطى أولياءه والمقربين إليه شيء من الأمر والتدبير.

وذلك: أن الآية دلت على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، وأفضل الخلق وأقربهم من الله منزلة، ليس له شيء من أمر الله الكوني، الذي يدبر به المخلوقات، فدل على أن غيره من الأنبياء والأولياء ونحوهم - الذين هم دونه - ليس لهم شيء من أمر الله من باب أولى.

وفيما تقدم من الآيات كفاية في بيان تفرد الله بالأمر، وأهمية معرفة ذلك في رسوخ التوحيد.

وهذا البيان لتفرد الله بالملك والخلق والتدبير يُردّ به على كل من يزعم أن الله يعطي ملكه من يشاء، وأنه أعطى بعض أوليائه والمقربين إليه الخلق والتصرف في الكون أو بعضه.

كما يرد بأدلة تفرد الله بالأمر على كل من يقول: إن الله هو مالك الملك والخالق المتصرف، ويزعم أن الله يخلق ويوجد بأمر المقرَّب منه من ولي أو نبي أو نحوه، فهو يأمر بما أراد، والله يخلق لأمره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015