والأمر الأول - النهي عن الشرك واتخاذ الأنداد واعتقاد مماثلة أحد من الخلق له سبحانه - هو المعنيُّ أصلا بالنهي عن ضرب الأمثال لله تعالى. وذلك أن أساس الرسالة قائم على الدعوة إلى توحيد الله، والتحذير من الشرك ومحاربته ووسائله.
أما الأمثال القولية الفاسدة التي يضربها الجاهلون لله، فإنها داخلة في النهي تبعاً، لأنها من وسائل الشرك وأسبابه.
فالنهي إذاً يشمل الأمرين. إلا أنه في اتخاذ الأمثال من الشركاء والأنداد أصلا، وفي ضرب الأمثال القولية تبعاً. والله أعلم.
وخلاصة هذا المبحث:
تبين مما تقدم أن الأمثال المنهي عن ضربها لله تعالى تشمل: اتخاذ الشركاء والأنداد، واعتقاد مماثلة أحد من الخلق لله في ذاته وأسمائه وصفاته، أو ألوهيته واستحقاق العبادة، أو ربوبيته وأفعاله.
كما يشمل النهيُ الأمثال القولية الفاسدة التي يضربها لله المشركون الجاهلون بالله ومن في حكمهم في الجهل.
وتبين أن الأمثال القولية المضروبة لله، منها ما هو ممنوع ومنها ما هو مشروع. فالممنوعة: هي الأمثال التي يضربها لله المشركون أو غيرهم من الجاهلين لمعارضة دين الله وتوحيده، أو لتصحيح الشرك، أو المتضمنة للتسوية بين الله وبين أحد من الخلق. ويدخل في ذلك الأمثال التمثيلية، والأمثال الشمولية.