قال صاحب كتاب "البحر المحيط"1: "فأضخم أمواج المحيط وأشدها رعباً هي أمواج غير منظورة، تتحرك في خطوط سيرها الغامضة بعيداً في أعماق البحار.. وفي أوائل عام 1900 لفت الأنظار كثير من مساحي البحار الاسكندنافيين إلى وجود أمواج تحت سطح الماء.
والآن وبالرغم من أن الغموض لا يزال يكتنف أسباب تكوين هذه الأمواج العظيمة التي ترتفع وتهبط بعيداً أسفل السطح، فإن حدوثها على نطاق واسع في المحيط أصبح أمراً معروفاً جداً، فهي تقذف بالغواصات في المياه العميقة، كما تعمل شقيقتها السطحية على قذف السفن، ويظهر أن هذه الأمواج تتكسر عند التقائها بتيار الخليج وبتيارات أخرى قوية في بحر عميق"2.
"فنحن الآن بعد أن وضعنا أيدينا على هذا الاكتشاف العلمي الجديد نستطيع أن نفهم الآية فهماً جديداً، لا يتعارض مع الأول، إلا أن يوضحه ويبينه.
فقوله تعالى: {يَغْشَاهُ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ مَوْجٌ} فيه إشارة واضحة لا لبس فيها ولا غموض إلى هذه الأمواج الداخلية التي تكلم عنها العلم الحديث
1 شارل: ل. كارسون.