القسم الأول: الإِعجاز العلمي.
وذلك يتمثل في دلالة المثَل على وجود موج باطني في داخل مياه البحر اللجي، في قوله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لّجّيّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ سَحَابٌ} .
فدل على وجود موج يغشاه من فوقه موج آخر.
والموج الفوقي هو الموج السطحي.
والموج الكائن تحته هو الموج الباطني.
وكلمة "من فوقه" لا تدل بالضرورة على الملاصقة، بل قد يكون بين الشيئين مسافة بعيدة، بدليل قوله: "من فوقه سحاب"، ومعلوم أن المسافة بين الموج الثاني والسحاب بعيدة. وقد يكون كذلك الحال بين الموج الباطني، والموج السطحي.
وهذه الحقيقة - التي قررها المثَل بوضوح، من وجود أمواج باطنية في البحار اللجية العميقة - لم تكن معلومة في ذلك الوقت ولم يكن بمقدور البشر معرفتها، لأنها لا تكون إلا في البحار العميقة - المحيطات - وعلى عمق لا يصله إلا الغواصات أو الغواصون المزودون بالأوكسجين.
ولذلك لم تكتشف هذه الأمواج الباطنية إلا حديثاً بعد اختراع الغواصات التي تجوب أعماق المحيطات.