الفائدة الرابعة: دلالة المثَل على أن الكفار في حيرة وقلق وخوف دائم.

وهذه الفائدة مستفادة مما تقدم1 من حال الممثّل به الكائن في مكان ما في عمق بحر عظيم مظلم مضطرب الموج مخيف مفزع، وهو في حيرة من أمر خلاصه لا يستطيع التقدم في أي اتجاه لشدة الظلمة.

ومما يقابله من حال الكفار - المضروب لهم مثل الظلمات - المغمورين في بحر الكفر والضلال والفساد، قد أظلم عليهم الطريق، وأظلمت قلوبهم وأعمالهم، فهم في عمى تام، وضلال بعيد، وأنهم بسبب هذه الظلمات، وما يحيط بهم ويغشاهم من: أمواج العقائد الباطلة، والظنون السيئة وما يتولد عنها من الشك والريب، وتيارات الشهوات الفاسدة والإرادات الخبيثة، والنظريات المنحرفة، في خوف وفزع وقلق وحيرة.

وقد أشار ابن جرير - رحمة اللَّه - إلى إفادة المثَل حيرة الكفار بقوله: "ومثل أعمال هؤلاء الكفار، في أنها عملت على خطإ وفساد، وضلالة وحيرة من عمالها فيها، وعلى غير هدى، مثل ظلمات في بحر لجي"2.

كما أشار بعض المفسرين إلى إفادة حال الممثّل به الخوف الشديد حيث قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015