القسم الثاني1 من المقادير المتعلقة بأفعال المكلفين: كتابة أفعال اللَّه التي يقابل بها أفعال العباد.
إن أفعال اللَّه المقصودة هنا هي: أفعاله التي يقدرها جزاء على أفعال عباده التي علم أنهم سيفعلونها، وأذن لهم بفعلها، ومكنهم منها، وقدرها وكتبها عليهم.
وهذا النوع من أفعال اللَّه غير أفعاله التي سبقت الإشارة إليها في القسم الأول. إذ إن المراد في النوع الأول فعل اللَّه المتضمن لإِذنه لعباده بمزاولة أعمالهم، وتمكينهم منها، أو عدم الإذن والحيلولة بينهم وبينها.
وقد تقدم في بيان القسم الأول من المقادير المكتوبة على المكلفين - الذي هو عبارة عن أفعالهم التي يمارسونها ويتلبسون بها - ما يلي:
1- أن العباد يقصدون تلك الأفعال بما أعطاهم اللَّه من إرادة واختيار، ويفعلونها بما أعطاهم من قدرة، وهيأ لهم من أسباب.
2- أن اللَّه - سبحانه - لم يزل عالماً بمشيئة عباده لأفعالهم، وتقتضي حكمته أن يأذن لبعضها ويمنع بعضاً.
3- أن اللَّه - سبحانه - كتب من سيأذن له، وكتب ما علم من فعله، وكيف سيكون، وكل ما يتصل به.
4- أن علم اللَّه بأفعال العباد، وكتابته وتقديره لها، لا تأثير له في