وقوله: {فَعَّالٌ لما يُرِيدُ} 1.

ومن ذلك أفعال العباد، كما في قوله سبحانه: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً وَمَا تَشَآءُونَ إِلآَّ أَنْ يَشَآءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} 2.

فهذه الآية ونحوها تبين أنه لا يقع من العباد فعل إلا إذا شاءه اللَّه وأراده. فهي تقرر مشيئة اللَّه لأفعال العباد. كما تقرر أن ذلك يكون بعلم اللَّه وحكمته.

من هذه النصوص ونحوها، ينتظم الإِيمان بالقدر الذي يتضمن الإِيمان بصفات اللَّه وأفعاله المتعلقة بمقادير الخلائق عامة، وأفعال المكلفين وما يجري منهم وعليهم خاصة.

حيث تبين أن اللَّه خالق لكل شيء بأمره الكوني. وأن ما خلقه فقد أراده وأذن بوقوعه لاقتضاء الحكمة له.

وأن كل ما يكون ويوجد فإِنه يخلق موافقاً للقدر السابق.

وأن اللَّه قد كتب جميع مقادير الخلائق - ما علم أنه يكون منهم، وما يجري عليهم - في كتابه المبين اللوح المحفوظ، قبل أن يخلق السموات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015