وعلى هذا فالمراد هو التشبيه بكوكب مضيء ينبعث الضوء من داخله بخلاف الكواكب غير المضيئة التي نورها بسبب الضوء الوارد إليها من غيرها.
وهذا التشبيه - تشبيه الزجاجة بالكوكب الدري - يؤكد المعنى المستفاد من حقيقة المصباح وهو الإضاءة الذاتية الناتجة عن توقد وتوهج ونور ينبعث نتيجة لذلك.
فالنور الذي يتلألأ ويزهر على الزجاجة يأتيها من الداخل من المصباح.
والزجاجة - بطبيعتها المعروفة- تنعكس عليها الأنوار وتنفذ من خلالها كأجمل ما تكون إذا كان المصباح المتوهج حسن الإنارة جيد الزيت. وإذا ضعفت الإنارة أو كان الزيت من النوع الرديء أو خلط به، انبعث من المصباح دخان يتجمع على جدار الزجاجة من الداخل، فيضعف بريقها ونورها، وربما أظلمت إذا كثر الدخان وغطى سائر الزجاجة.
ومعرفة هذه الحال من طبيعة الممثّل به مهمة في تدبر المثل والاعتبار به، كما سيأتي في موضعه إن شاء الله.
رابعاً: الزيت الذي يوقد به المصباح.
قال الله تعالى: {يوْقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبَاركةٍ زَيتونَةٍ لا شَرْقِية وَلا غَرْبيةٍ يَكَاد