وقال أيضاً:
وما منزلُ اللذّات عندي بمنزلٍ ... إذا لم أُبجَّلْ عنده وأُكرَّمِ
إذا ساَء فعلُ المرءِ ساءت ظنونُهُ ... وصدَّق ما يعتادهُ من تَوَهُّم
أُصادِقُ نفسَ المرء من قبل جسمِهِ ... وأعرفْها في فعلِهِ والتكلُّم
وأحلمُ عن خِلّي وأعلم أنه ... متى أجزه حلماً على الجهل يندم
وإنْ بذل الإنسانُ لي جودَ عابسٍ ... جزيتُ بجود التاركِ المتبسم
وما كلُّ هاوٍ للجميل بفاعلٍ ... ولا كلُّ فعّالٍ له بمتمِّم
ولم أرْجُ إلاَّ أهلَ ذاك ومن يردْ ... مواطرَ من غير السحائِب يظلم
فأحسنُ وجهٍ في الورى وجهُ محسنٍ ... وأيمنُ كفٍّ في الورى كفُّ منعم