وإسرافيل وعزرائيل باللغة السريانية وَقَالَ بَعضهم هِيَ عبرانية وَمِنْهُم من يدل كَلَامه على أَن بَعْضهَا عَرَبِيَّة كجبرائيل وعزرائيل وَاخْتلفُوا فِي معنى إيل فَقيل هُوَ من أَسمَاء الله وَالْأَرْبَعَة بِمَعْنى عبد وَقيل بِالْعَكْسِ فَهُوَ أشبه بلغَة غير الْعَرَب لأَنهم يقدمُونَ الْمُضَاف إِلَيْهِ على الْمُضَاف وَلِأَن لفظ عبد وَاحِد وَأَسْمَاء الله كَثِيرَة وَوَقع فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء للشَّيْخ محيي الدّين قَالَ جمَاعَة من الْمُفَسّرين وَصَاحب الْمُحكم والجوهري وَغَيرهمَا من أهل اللُّغَة إِن جبر وميك اسمان أضيفا إِلَى إيل وَال وهما اسمان لله تَعَالَى وَمعنى جبر وميك بالسُّرْيَانيَّة عبد فتقديره عبد الله قَالَ وَقَالَ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي هَذَا الَّذِي قَالُوهُ خطأ من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن ايل وَال لَا يعرفان فِي أَسمَاء الله تَعَالَى وَالثَّانِي أَنه لَو كَانَ كَذَلِك لم يضف آخر الِاسْم فِي وُجُوه الْعَرَبيَّة ولكان آخِره مصروفا أبدا كَعبد الله قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو عَليّ هُوَ الصَّوَاب فَإِن الَّذِي زعموه بَاطِل لَا أصل لَهُ انْتهى كَلَامه
وَفِي إِطْلَاقه الْبطلَان نظر فَإِنَّهُ قَول ترجمان الْقُرْآن عبد الله بن عَبَّاس وَمن تبعه بل جَاءَ ذَلِك مَرْفُوعا قَالَ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة وَقَالَ عِكْرِمَة جبر وميك وسراف عبد إيل الله وَصله أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ من طَرِيق حَاتِم بن سُلَيْمَان عَن عِكْرِمَة قَالَ جِبْرِيل اسْمه عبد الله وَمِيكَائِيل اسْمه عبد الله وَمن طَرِيق حُصَيْن عَن عِكْرِمَة قَالَ جبر عبد ايل الله وميك عبد ايل الله
وَمن طَرِيق يزِيد النَّجْوَى عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل اسْم فِيهِ ايل فَهُوَ الله وَأخرج أَبُو عبيد فِي الْغَرِيب مَرْفُوعا وموقوفا عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل مثل قَوْلك عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأسْندَ عَن يحيى بن يعمر أَنه كَانَ يقْرؤهَا جبرال بتَشْديد اللَّام وَيَقُول جبر عبد وَال الله وَأخرج أَبُو نعيم الْحَارِثِيّ من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس جِبْرِيل وَمِيكَائِيل جبر عبد وميك عبد مثل قَوْلك عبد الله وَعبد الرَّحْمَن فَقَوْل النَّوَوِيّ لَا أصل لَهُ عجبت مِنْهُ وَأي أصل أعظم من هَذَا
وَالْجَوَاب عَن إِشْكَال الْفَارِسِي وَاضح أما أَولا فَإِن ايل وميك ليسَا باللغة الْعَرَبيَّة حَتَّى يَدعِي عدم كَونهمَا من أَسمَاء الله وَأما ثَانِيًا فَعدم الصّرْف للعجمة والعلمية