يتجوز لَهَا عَن الْفِعْل لِأَن التهديد بِهِ إِثْم بِخِلَاف التَّجَوُّز بهَا عَن الْإِرَادَة إِذْ يَصح أَن يُقَال أَرَادَ وَلم يفعل وَإِن كَانَ ذَلِك لَا يجوز فِي حق الرب سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى نظر وَتَأمل حَتَّى يعرف
وَأما إِيقَاع الْفِعْل فَلَا توقف فِيهِ فَيحصل التَّرْغِيب بِهِ والترهيب على الْفَوْر من غير تَأمل والتأمل فِي صدق الْخَبَر يعم الْإِخْبَار عَن الْإِرَادَة والإخبار عَن الْفِعْل ولهذه الْأَوْصَاف نَظَائِر كَثِيرَة كالشكور والصبور بِمَعْنى أَنه يُعَامل عباده مُعَاملَة الشكُور والصبور
وَكَذَلِكَ وَصفه نَفسه بالغيرة أَي يُعَامل عباده مُعَاملَة الغيور
وَكَذَلِكَ وَصفه نَفسه بنسيان من نَسيَه مَعْنَاهُ يعاملهم مُعَاملَة من سجن من أغضبهُ فِي الْعَذَاب ثمَّ نَسيَه
وَمن أوصافنا مَا إِذا نسبناه إِلَيْهِ وَتعلق بِهِ عبر بِهِ عَن آثاره تجوزا كالتقرب إِلَيْهِ والذهاب إِلَيْهِ وَالْمَشْي إِلَيْهِ والإعراض عَنهُ والبعد مِنْهُ
وَكَذَلِكَ قَول شُعَيْب {واتخذتموه وراءكم ظهريا} مَعْنَاهُ يعامله مُعَاملَة المتقرب إِلَيْهِ والذاهب إِلَيْهِ والمعرض عَنهُ والنائي بجانبه والنابذ للشَّيْء وَرَاء ظَهره اطراحا لَهُ
أمثله ذَلِك {واسجد واقترب} {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِب إِلَى رَبِّي سيهدين}