ولا بالمتساهل -كما سبقت الإشارة إليه في "إمامته في الجرح والتعديل"-.
وقد درس الشيخ محمد راضي عثمان في رسالته: "المتروكون ومروياتهم في سنن الدارقطني" تسعةً وستين راوياً حكم عليهم الدارقطني في سننه بالترك. فكانت نتيجة دراسته ما ذكره بقوله:
"أولاً: الذين قال عنهم الدارقطني في سننه أنهم متروكون خمسة وستون رجلا: منهم خمسة لم يتضح لي أنهم مستحقون لهذا الوصف، وهم على صنفين:
الصنف الأول: محمد بن عبد الله بن علاثة، صدوق، وحديثه مقبول.
الصنف الثاني: جابر بن يزيد الجعفي، وحكيم بن جبير الأسدي، وعتبة
ابن يقظان، ومحمد بن سالم، هم ضعفاء يمكن أن يتقوى حديثهم بما يعضّده.
ثانياً: الذين قال عنهم الدارقطني: يضع الحديث، وضّاع أو كذاب، أربعة أشخاص هم: بركة بن محمد، وحسين بن عبيد الله، وعبد الله بن عيسى وعمر بن إبراهيم، ولم أجد أحداً خالفه في ذلك.
ثالثاً: يتضح من هذه النتائج أن الدارقطني ناقد منصف، متوسط غير متشدد.
رابعاً: المتابعات والشواهد -وبعد أن بحثت أحاديث هؤلاء قدر إمكاني تبين لي أن معظمها لها أصل في موضوعها"1"، ومن حيث التخريج وجدت أن الدارقطني قد تفرد بإخراج بعضها في حين أن الكثير منها قد شاركه غيره بإخراجها في كتبهم كما ذكرت ذلك عند كل حديث"2".