الخاتمة:

في ختام هذا الباب، لعل من المناسب أن أَلْفِتَ نظر القارئ الكريم إلى أمرٍ مهمٍّ، وهو هذا الجهد العظيم الذي بذله الإمام أبو الحسن الدارقطني في التأليف، حتى لقد أَرْبَتْ مؤلفاته على الستين مؤلَّفاً، وذلك في وقتٍ لم تتوافر للإنسان فيه أسباب الكتابة التي أصبحت لدى الناس في هذا العصر، سواءٌ الورق والأقلام، وسائر الأسباب.

ثم أودّ أن ألفتَ نظر القارئ الكريم ثانيةً، إلى نوعية هذا الجهد وطابعه، ألا وهو أنَّ كل هذه المؤلفات قد جاءت في مجال الرواية والسند، وتدوين السنّة، والحفاظ عليها، والذبّ عنها، وذلك في مختلف الموضوعات: العقدية، والأحكام، والأخلاق والآداب!.

رحم الله أبا الحسن؛ فكم تَرَكَ لنا مِن فِعلٍ حَسَن، ومِن مؤلَّفٍ فيه الإتقان والحُسْن، وذلك في وقتٍ لم يكن فيه كل شيءٍ حَسَن!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015