"6" - الذوق: وهو نور عرفاني يقذفه الحق بتجليه في قلوب أوليائه، يفرقون به بين الحق والباطل من غير أن ينقلوا ذلك من كتاب أو غيره1.
"7" - البصيرة: وهي قوة للقلب منورة بنور القدس، منكشف حجابها بهداية الحق، تُرى بها حقائق الأشياء وبواطنها، وتسمى القوة القدسية2.
وكأن الذوق والبصيرة وسائل وأدوات للكشف، وأما الوارد والخاطر والتجلي والمحادثة والمسامرة فهي أضرب وأنواع للكشف.
3 - موقف أهل السنة من الكشف:
لقد ورد لفظ الكشف في القرآن، ومنه قوله - تعالى -: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} [ق - 22] ، وقال - سبحانه -: {قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً} [الإسراء - 56] ، وورد في السنة الفعل "كشف"، ومن ذلك ما رواه أنس قال: "بينما المسلمون في صلاة الفجر، لم يفجأهم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف، فتبسم يضحك.."3، وهو على معناه في اللغة.
والكشف في الاصطلاح عند أهل السنة نوع من الخوارق، وذلك بأن يسمع الشخص مالا يسمعه غيره، أو يرى ما لا يراه غيره، أو أن يعلم ما لا يعلمه غيره، إما من طريق الوحي والإلهام وهذا للمؤمن، وقد يكون كرامة من الله لعبده، وقد يحصل للنفس نوع من الكشف، إما يقظة وإما مناماً بسبب قلة علاقتها مع البدن، إما برياضة أو بغيرها، وهذا هو الكشف النفساني، وهو مشترك بين المؤمن والكافر4.