بالعقل الحقائق التي أخبر بها الرسول أكمل من علمه بها1، وهو ما يصرح به مشايخ الاتحادية. وكثير منهم يدعي الكشف والشهود لما يخبرون عنه، وأن تحققهم لا يوجد بالنظر والقياس والبحث، وإنما هو شهود الحقائق وكشفها، ويقولون: ثبت عندنا بالكشف ما يناقض صريح العقل2.
والكشف يقابله الإشراق عند السهروردي3، والإشراق عنده هو ظهور الأنوار العقلية، ولمعانها وفيضانها على الأنفس الكاملة، عند التجرد عن المواد الجسمية4.
وعرفه أيضاً بأنه" شروق الأنوار على النفس بحيث تنقطع عن منازعة الوهم"5.
ومما يدخل في معنى الكشف عند الصوفية، وهو من أنواعه وحالاته ووسائله:
"1" - الوارد: وهو كل ما يرد على القلب من المعاني الغيبية من غير تعمد من العبد6.
"2" - الخاطر: وهو ما يرد على القلب والضمير من الخطاب، ربانياً كان أو ملكياً، أو نفسياً، أو شيطانياً، من غير إقامة. وقد يكون كل وارد لا تعمّل لك فيه7.
"3" - التجلي: وهو ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب8.
"4" - المحادثة: وهي خطاب الحق للعارفين من عالم الملك والشهادة9.
"5" - المسامرة: وهي خطاب الحق للعارفين، ومحادثته لهم في عالم الأسرار والغيوب10.