والطلمسات1 من قبيل القسم الثالث"2.

وأما الرازي فمضطرب في تعريف السحر، ففي كتابه المحصل يخالف تعريف ابن سينا،

بينما يوافقه في المباحث المشرقية، وفي المطالب العالية يجعل تعريف ابن سينا نوعاً من أنواع السحر3. وقول ابن سينا إن السحر، بل المعجزات، والكرامات، من قبيل القوى النفسانية قول باطل، ومن وجوه بطلانه:

الأول: أن كثيراً من السحر يكون بالشياطين، كما قال - تعالى -: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة - 102] ، وكتب السحر مملوءة من الأقسام والعزائم على الجن بساداتهم الذين يعظمونهم4، فدل هذا على أن السحر يكون من الاستعانة بالشياطين، وليس لقوة النفس.

ثانياً: أنهم حصروا الوجود وأسبابه، فيما علموه، ولا علم عندهم بانتفاء ما لم يعلموه، وغاية أحدهم أن ينفي الشيء، لانتفاء دليل معين، وهذا غاية الجهل5.

ثالثاً: أن قولهم هذا مبني على زعمهم أن النبوة مكتسبة، ولا فرق في حقيقة المعجزة عن السحر والكرامة وهذا باطل، إذ النبوة محض اصطفاء من الله، يخرق العادة للنبي ليعجز الناس عن أن يأتوا بمثله، ولذلك آمن السحرة بموسى لأنه جاء بما لم يستطيعوا من خرق العادة. فالقول بأن السحر والمعجزة والكرامة قوة نفسانية قول غير صحيح ولا دليل عليه.

أما المتكلمون؛ فمختلفون إذ معظم المعتزلة ينكرون وجود الجن، وبنوا على ذلك أن السحر يكون بالتخييل والوهم، وليس بخارق للعادة. فقد أثبتوا نوعاً من أنواع السحر وهو التخييل، ونفوا ما عداه6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015