فيها ويهلك الحرث والنّسل والله لا يحبّ الفساد ? وإذا قيل له اتّق الله أخذته العزّة بالإثم فحسبه جهنّم ولبئس المهاد (?)}.والرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((إنّ من البيان لسحرًا)).

قال الإمام البخاري رحمه الله (ج10 ص237): حدّثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّه قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب النّاس لبيانهما فقال: رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنّ من البيان لسحرًا، أو إنّ بعض البيان لسحر)). اهـ

وقال الشاعر:

في زخرف القول تزيين لباطله ... والحق قد يعتريه سوء تعبير

تقول: هذا مجاج النحل، تمدحه ... وإن تشأ قلت: ذا قيّ الزنابير

ولست أطلب منك أن تسيء الظن بكل خطيب وداع وواعظ، فمعاذ الله وهذا هو غرض أعداء الإسلام، فهم الذين يبثون الدعايات الملعونة التي تنفر عن الدعاة إلى الله، وقد تكلمنا على هذا في كتابنا ((المخرج من الفتنة)) وفي ((السيوف الباترة لإلحاد الشيوعية الكافرة)). ولكني أحذرك من هذه الطائفة الزائغة لسوء عقيدتها، ولو فرضنا أنّهم متحمسون للدين فهذا لا ينفعهم حتى يكونوا مستسلمين لسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال الله سبحانه وتعالى: {فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا (?)}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015