صفية ما يوضح ذلك، ولفظه: ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضّلهن فقالت: إن نساء قريش لفضلاء، ولكني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشدّ تصديقًا بكتاب الله ولا إيمانًا بالتنْزيل، لقد أنزلت سورة النور: {وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ} فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات، كأن على رءوسهن الغربان.
ويمكن الجمع بين الروايتين بأن نساء الأنصار بادرن إلى ذلك. اهـ
قال الإمام مسلم رحمه الله (ج3 ص1654): وحدّثناه محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدّثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة بهذا الإسناد، وفي حديث ابن المثنى قال سمعت النضر بن أنس، حدّثني محمّد بن سهل التّميميّ، حدّثنا ابن أبي مريم، أخبرني محمّد بن جعفر، أخبرني إبراهيم بن عقبة، عن كريب مولى ابن عبّاس، عن عبد الله بن عبّاس، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه وقال: ((يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده)) فقيل للرّجل بعد ما ذهب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: خذ خاتمك انتفع به. قال: لا والله لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
قال البخاري رحمه الله (ج11 ص263): حدّثنا الحسن بن الرّبيع، حدّثنا أبوالأحوص، عن الأعمش، عن زيد بن وهب. قال: قال أبوذرّ: كنت أمشي مع النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في حرّة المدينة فاستقبلنا أحد. فقال: ((يا أبا ذرّ)). قلت: لبّيك يا رسول الله. قال: ((ما يسرّني أنّ عندي مثل أحد هذا ذهبًا تمضي عليّ ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئًا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا)) عن يمينه وعن شماله ومن خلفه،