قال الإمام البخاري رحمه الله (ج7 ص70): حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-قال: ((لأعطينّ الرّاية غدًا رجلاً يفتح الله على يديه)) قال: فبات النّاس يدوكون ليلتهم أيّهم يعطاها، فلمّا أصبح النّاس غدوا على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-كلّهم يرجو أن يعطاها. فقال: ((أين عليّ بن أبي طالب))؟ فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله. قال: ((فأرسلوا إليه فأتوني به)) فلمّا جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ، حتّى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الرّاية. فقال عليّ: يا رسول الله أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال: ((انفذ على رسلك حتّى تنْزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النّعم)).

قال أبوداود رحمه الله (ج5 ص94): حدّثنا أحمد بن صالح، وعثمان بن أبي شيبة، وهذا حديثه قالا: حدّثنا الفضل بن دكين، حدّثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه. قال: سمعت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يقول: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يومًا أن نتصدّق فوافق ذلك مالا عندي. فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئته بنصف مالي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ما أبقيت لأهلك))؟ فقلت: مثله. قال: وأتى أبوبكر رضي الله عنه بكلّ ما عنده، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ما أبقيت لأهلك))؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015