وزين لهم الأكاذيب المختلقة والأقاصيص المفتراه، والخرافات الموضوعة، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وعن سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- المنقولة إلينا بروايات الأئمة الأكابر في كل عصر من العصور، فاشتروا الضلالة بالهدى واستبدلوا الخسران العظيم بالربح الوافر، وما زال الشيطان الرجيم ينقلهم من منْزلة إلى منْزلة، ومن رتبة إلى رتبة، حتى صاروا أعداء كتاب الله، وسنة رسوله وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين، وأهملوا فرائض الله، وهجروا شعائر الدين، وسعوا في كيد الإسلام وأهله بكل حجر ومدر، والله من ورائهم محيط. اهـ
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) بعد هؤلاء الآيات: وما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذى يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم: {ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للّذين ءامنوا ربّنا إنّك رءوف رحيم}.
وأما الأحاديث في فضائلهم:
- قال الإمام البخاري رحمه الله (ج7 ص3): حدّثنا عليّ بن عبد الله، حدّثنا سفيان، عن عمرو. قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: حدّثنا أبوسعيد الخدريّ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((يأتي على النّاس زمان فيغزو فئام من النّاس فيقولون: فيكم من صاحب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثمّ يأتي على النّاس زمان فيغزو فئام من النّاس فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ فيقولون: نعم.