عيسى بن فليتة -أمير مكة- وأخيه مالك بن فليتة وذلك في سنة خمس وستين وخمسمائة، وبات الحجاج العراقيون بعرفة أيضًا في سنة سبعين وخمسمائة، وهذا لأنّهم إنما وصلوا إلى عرفة في يومها.
ومنها: أن في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة لم يوفّ أكثر الحجاج العراقيين المناسك لأنّهم ما باتوا بمزدلفة وما نزلوا بمنى، ونزلوا الأبطح في يوم النحر، وسبب ذلك فتنة عظيمة كانت بين طاشتكين أمير الحاج العراقي وبين مكثر بن عيسى بن فليتة أمير مكة ظفر فيها طاشتكين وأمر بهدم القلعة التى كانت بمكة لمكثر على أبي قبيس، ونهبت أموال كثيرة.
ومنها: أن في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة: أبطل السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب المكس المأخوذ من الحجاج في البحر إلى مكة على طريق عبدان، وكان ذلك معلومًا لأمير مكة، فعوضه السلطان صلاح الدين عن ذلك ألفي دينار وألف أردب قمح، وإقطاعات بصعيد مصر وجهة اليمن، وقيل: إنه عوضه عن ذلك مبلغ ثمانية آلاف أردب قمح يحمل إليه كل عام إلى ساحل جدة. والله أعلم. انتهى
وكان يخطب بمكة للسلطان صلاح الدين المذكور بعد مكثر بن عيسى بن فليتة أمير مكة، وما علمت ابتداء وقت الخطبة له بمكة والله أعلم.
ومنها: أن جماعة من الحجاج وهم أربعة وثلاثون نفرًا ماتوا في الكعبة المعظمة من الزحام، في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
ومنها: أن في يوم عرفة من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة تحارب بعض الحجاج الشاميين والعراقيين في عرفة، فغلب العراقيون الشاميين، وقتلوا