في جموع عظيمة في أزر وأردية محرمين ينادون بأعلى أصواتهم: لبيك جعفر لبيك جعفر. قال ابن عياش وغيره: كأني انظر إليهم يومئذ، فخرج إليهم عيسى بن موسى فقاتلوه فقتلهم واصطلمهم.
ثم زادت فرقة على ما ذكرنا، فقالت بإلاهية محمد بن إسماعيل بن جعفر ابن محمد وهم القرامطة، وفيهم من قال بإلاهية أبي سعيد الحسن بن بهرام الجبائي وأبنائه بعده، ومنهم من قال بإلاهية أبي القاسم النجار باليمن في بلاد همدان المسمى بالمنصور، وقالت طائفة منهم بإلاهية عبيد الله ثم الولاة من ولده إلى يومنا هذا.
وقالت طائفة بإلاهية أبي الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد بالكوفة، وكثر عددهم بها حتى تجاوزوا الألوف وقالوا: هو إله وجعفر بن محمد إله، إلا أن أبا الخطاب أكبر منه، وكانوا يقولون: جميع أولاد الحسن ابناء الله وأحباؤه، وكانوا يقولون: إنّهم لا يموتون ولكنهم يرفعون إلى السماء وأشبه على الناس بهذا الشيخ الذي ترون، ثم قالت طائفة منهم بإلاهية معمر بائع الحنطة بالكوفة وعبدوه، وكان من أصحاب أبي الخطاب لعنهم الله أجمعين.
وقالت طائفة بإلاهية الحسن بن منصور حلاج القطن المصلوب ببغداد بسعي الوزير ابن حامد بن العباس رحمه الله أيام المقتدر. وقالت طائفة بإلاهية محمد بن علي بن السلمان الكاتب المقتول ببغداد أيام الراضي وكان أمر أصحابه أن يفسق إلا رفع قدرًا منهم به ليولج فيه النور، وكل هذه الفرق ترى الاشتراك في النساء.