خلفه بكر الأعور الهجري، فلما مات فوضوا أمرهم إلى عبد الله بن المغيرة رئيسهم المذكور، وكان لهم عدد ضخم بالكوفة، وآخر ما وقف عليه المغيرة بن سعيد القول بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين، وتحريم ماء الفرات، وكل ماء نهر أو عين أو بئر وقعت فيه نجاسة فبرئت منه عند ذلك القائلون بالإمامة في ولد الحسين.
وفرقة قالت بنبوة بيان بن سمعان التميمي، صلبه وأحرقه خالد بن عبد الله القسري مع المغيرة بن سعيد في يوم واحد، وجبن المغيرة بن سعيد عن اعتناق حزمة الحطب جبنًا شديدًا، حتى ضمّ إليها قهرًا، وبادر بيان بن سمعان إلى الحزمة فاعتنقها من غير إكراه ولم يظهر منه جزع، فقال خالد لأصحابهما: في كل شيء أنتم مجانين، هذا كان ينبغي أن يكون رئيسكم، لا هذا الفسل. وكان بيان لعنه الله يقول: إن الله تعالى يفنى كله حاشا وجهه فقط. وظن المجنون أنه تعلق في كفره هذا بقوله تعالى: {كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربّك (?)} ولو كان له أدنى عقل أو فهم لعلم أن الله تعالى إنما أخبر بالفناء عما على الأرض فقط بنص قوله الصادق: {كلّ من عليها فان} ولم يصف عز وجل بالفناء غير ما على الأرض ووجه الله تعالى هو الله وليس هو شيئًا غيره، وحاشا لله من أن يوصف بالتبعيض والتجزي هذه صفة المخلوقين المحدودين، لا صفة من لا يحد ولا له مثل. وكان لعنه الله يقول: إنه المعني بقول الله تعالى: {هذا بيان للنّاس (?)} وكان يذهب إلى أن الإمام هو هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية ثم هي في