أبي طالب حي بجبال أصبهان إلى اليوم ولا بد له من أن يظهر، وعبد الله هذا هو القائم بفارس أيام مروان بن محمد وقتله أبومسلم بعد أن سجنه دهرًا، وكان عبد الله هذا رديء الدين معطلاً مستصحبًا للدهرية.
قال أبومحمد: فصار هؤلاء في سبيل اليهود القائلين بأن ملكصيدق بن عامر بن أرفخشد بن سام بن نوح، والعبد الذي وجهه إبراهيم عليه السلام ليخطب ريقا بنت بنؤال بن ناخور بن تارخ على إسحاق ابنه عليه السلام وإلياس عليه السلام وفنحاس بن العازار بن هارون عليه السلام أحياء إلى اليوم وسلك هذا السبيل بعض تركي الصوفية فزعموا أن الخضر وإلياس عليهما السلام حيان إلى اليوم، وادعى بعضهم أنه يلقى إلياس في الفلوات والخضر في المروج والرياض وأنه متى ذكر حضر علي ذاكره.
قال أبومحمد: فإن ذكر في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها وفي ألف موضع في دقيقة واحدة كيف يصنع ولقد لقينا من يذهب إلى هذا خلقًا وكلمناهم منهم المعروف بابن شق الليل المحدث بطلبيرة وهو مع ذلك من أهل العناية وسعة الرواية، ومنهم محمد بن عبد الله الكاتب وأخبرني أنه جالس الخضر وكلمه مرارًا وغيره كثير، هذا مع سماعهم قول الله تعالى: {ولكن رسول الله وخاتم النّبيّين (?)}، وقول رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا نبيّ بعدي)) فكيف يستجيز مسلم أن يثبت بعده عليه السلام نبيًّا في الأرض حاشا ما استثناه رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في الآثار المسندة الثابتة في نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان.