جماعة، وفر الناس إلى بستان ابن عامر.
ومنها: أن في سنة سبع عشرة وثلاثمائة وافى مكة أبوطاهر القرمطي فأسرف في قتل الحجاج وأسرهم، مع هتكه لحرمة الكعبة. وذلك أنه قتل في المسجد الحرام نحو ألف وسبعمائة من الرجال والنساء وهم متعلقون بالكعبة وردم بهم زمزم وفرش بهم المسجد وما يليه. وقتل في سكك مكة وشعابها من أهل خراسان والمغاربة وغيرهم زهاء ثلاثين ألفًا، وسبى من النساء والصبيان مثل ذلك، وقد بطل الحج من العراق بسبب القرمطي ثلاث سنين متوالية من هذه السنة، وبطل بعدها سنين كثيرة في عشر الثلاثين، وفي عشر الأربعين، وأوضحنا هذه السنين في أصل هذا الكتاب وليس كل البطالة فيها لأجل القرمطي.
ومنها: أن في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة أو في التي قبلها جرى قتال بين أصحاب ابن طغج والعراقيين بسبب الخطبة بمكة، وجرى مثل ذلك في سنة اثنتين وأربعين، وفي سنة ثلاث وأربعين.
ومنها: أعني سنة ثلاث -خطب بمكة والحجاز لمعز الدولة ولوالده عز الدولة بختيار، وبعدهم لابن طغج. وذكر بعضهم أن في هذه السنة منع أصحاب معز الدولة أصحاب الأخشيد من الصلاة بمنى والخطبة، وأن أصحاب الأخشيد منعوا أصحاب معز الدولة الدخول إلى مكة والطواف. انتهى بالمعنى.
ومنها: أن كافور الأخشيدي صاحب مصر كان يدعى له على المنابر بمكة والحجاز أجمع.