قال الشهرستاني في ((الملل والنحل)) (ج2 ص11 من هامش الفصل لابن حزم): السبأية أصحاب عبد الله بن سبأ الذي قال لعلي عليه السلام: أنت أنت. يعني: أنت الإله، فنفاه إلى المداين، وزعموا أنه كان يهوديًا فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون: موسى موسى. مثال ما قال في علي عليه السلام، وهو أول من أظهر القول بالغرص بإمامة علي ومنه تشعبت أصناف الغلاة، وزعموا أن عليًّا حيّ لم يقتل وفيه الجزء الإلهي، ولا يجوز أن يستولي عليه وهو الذي يجيء في السحاب، والرعد صوته، والبرق سوطه، وأنه سينْزل بعد ذلك إلى الأرض فيملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جورًا، وإنما أظهر ابن سبأ هذه المقالة بعد انتقال عليّ عليه السلام، واجتمعت عليه جماعة وهم أول فرقة قالت بالتوقف والغيبة والرجعة، وقالت بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد عليّ، وهذا المعنى مما كان يعرفه الصحابة وإن كانوا على خلاف مراده. هذا عمر رضي الله عنه كان يقول فيه حين فقأ عين واحد في الحرم ورفعت إليه القصة: ماذا أقول في يد الله فقأت عينًا في حرم الله، فأطلق عمر اسم الإلهية عليه لما عرف منه ذلك. اهـ
وإليك ترجمة عبد الله بن سبأ من ((الميزان)) و ((لسانه)) قال الحافظ الذهبي رحمه الله: عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة، ضال مضل، أحسب أن عليًّا حرقه بالنار، وقد قال الجوزجاني: زعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء، وعلمه عند عليّ، فنفاه علي بعد ما همّ به. انتهى.