رواته ثقات سوى ابن أبي الأزهر فالحمل فيه عليه. وقال الخطيب في ((تاريخه)): حدثنا ابن مرزوق، ثنا أبوبكر الشافعي، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبيد بن الهيثم، ثنا إسحاق بن محمد أبويعقوب النخعي، ثنا عبد الله بن الفضل ابن عبد الله بن أبي الهياج، ثنا هشام بن الكلبي، عن أبي مخنف، عن فضيل بن خديج عن كميل بن زياد. قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي فخرجنا إلى الجبّانة الحديث. وقال الحسن بن يحيى النوبختي في كتاب ((الرد على الغلاة)) وهو ممن جرد الجنون في الغلو في عصرنا: إسحاق بن محمد الأحمر زعم أن عليًّا هو الله وأنه ظهر في الحسن ثم في الحسين وأنه هو الذي بعث محمدًا. وقال في كتاب له: (لو كانوا ألفًا لكانوا واحدًا). إلى أن قال: وعمل كتابًا في التوحيد جاء فيه بجنون وتخليط. قلت: بل أتى بزندقة وقرمطة. انتهى.
وسمى الكتاب المذكور ((الصراط)) ونقضه عليه الفياض بن علي بن محمد ابن الفياض بكتاب سماه ((القسطاس)). وذكر ابن حزم أن الفياض هذا كان من الغلاة أيضًا وأنه كان يزعم أن محمدًا هو الله، قال: وصرح بذلك في كتابه ((القسطاس)) المذكور وكان أبوه كاتب إسحاق بن كنداج، وقيل: القاسم بن عبيد الله الوزير الفياض المذكور من أجل أنه سعى به إلى المعتضد. واعتذار المصنف عن أئمة الجرح عن ترك ذكره لكونه زنديقًا ليس بعذر لأن له روايات كثيرة موقوفة ومرفرعة وفي ((كتاب الأغاني)) لأبي الفرج منها جملة كبيرة فكيف لا يذكر ليحذر. وقوله: إن رواية حديثه إثم مكرر ليس كذلك في ذكره بعد من أنه لبيان حاله، نعم كان ينبغي له ألاّ يسند عنه، بل يذكره ويذكر في أي كتاب هو، فهذا كاف في التحذير.