ومن بقايا آل ذي المشعار آل أبي الدنيا بن محمد بن عبد الرحمن في ضياف ابن سفيان بن أرحب جيرة، وكان سبب ذلك على ما خبرني البونيون أن الفنيق سيد بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة قصد بابن أخ له في جماعة كثيرة من بني ربيعة إلى محمد بن عبد الرحمن وهو نازل بيناعة فضافوه ليلاً، فلما قام بضيافتهم سأله الفنيق أن يزوج ابن أخيه بابنته، فدافعه، فلم يندفع هو ولا من معه وحايروه، ولم يكن عنده جماعة يحتمي بها من جماعتهم فزوج، فلما عقد النكاح قالوا: إئته بها الساعة. فتلوح من ذلك وعرّفهم أنه لا يمكن، فلم يقبلوا له عذراً فناشدهم فلم ينشدوه فقال: فإني أفعل، فلتبعد الجماعة من المنزل ويدخل معي العروس فأخليه بأهله، فأبعدوا، وأخذ بيده فأدخله، ثم اتكأ على حلقه فذبحه وقطع ذكره فجعله في فيه، ونقب المنزل من دبره وخرج بحرمته تحت الليل فلحق بضياف فمنعوه. وقال بعض أهل ضياف فيه:
منعنا ابن ذي المشعار فالنجم دونه ... فمن رامه فليلمس النجم باليد
فقل لرجال أوعدوه تزاجروا ... فللنجم أدنى ملمساً من محمد
ومنهم يزيد بن ذي المشعار الأصغر من رحيب بن مالك بن حمرة ذي المشعار الأكبر وهو المشارك لذي مران الأصغر في أرض البون ومخلاف خارف، وهو القائل:
وكل أناس لهم صيغة ... وصيغة همدان خير الصيغ
صبغنا على ذاك آباؤنا ... فأكرم بصبغتنا في الصبغ
متى يقذف الدر من حقنا ... على باطل أو لجاج دمغ
وهو أحد الخطباء. ومنهم الحارث بن عميرة بن مالك بن حمرة ذي المشعار الأكبر الذي يمدحه أعشى همدان، وهو أحد من وقع بالكوفة من أشراف همدان، فمن قوله فيه:
الحارث بن عمارة المصفى الندى ... ذا الود والمرعى على الإخوان
رضع الندى بلبانه فتآخيا ... فهما رضيعاً ضرّة ولبان
خدنان لم يتفرقا في موطن ... وأخو المكارم والندى خدنان
وقال فيه أيضاً:
ألا هل أتاها على نأيها ... إذا سألت أو أرادت سؤالا
بأنا نقود مع الناعطي شع ... ثا سواهم تشكو الكلالا
براها الوجيف وطول السرى ... فيصبحن عن ذاك خوصاً مذالا
إذا ما هبطن بنا سبسباً ... وجاوزن بعد جبال جبالا
ومارت قلائد أعناقها ... وغادرن في كل ضمد نعالا
فإن ابن عمي زعيم لها ... بغزو يساقط منها السخالا
وله فيه قصائد.
وأولد عامر بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط شرحبيل بن عامر، فأولد شرحبيل مرثداً الدومي الملك، وفيه يقول علقمة بن ذي جدن:
وفجعن بالدوميّ أشراف حاشد ... وأنزلن من صرواح عمرو بن دابق
وفيه يقول لبيد بن ربيعة:
وأعرضن بالدوميّ من رأس حصنه ... وأنزلن بن صرواح عمرو بن دابق
وفيه يقول لبيد بن ربيعة:
وأعرضن بالدومي من رأس حصنه ... وأنزلن بالأسباب رب المشقر
ومن بيوتات ناعط آل ذي العثرب بن مرثد بن عامر بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط، وآل ذي خلاط بن الحارث بن مرثد إل بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط، وآل ذي بقلان وآل ذي حلابة، وآل ذي نجر بن ذي براكة بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط. فهذا ذو نجر، ونجر من حمير أيضاً من ولد ذي خليل، منهم الهيصم بن عبد الصمد الذي حارب حماداً البربري خادم الرشيد، ونجر أيضاً بطن من الصدف. فمن ذي نجر ذو بتع بن ذي نجر بن ذي براكة صاحب بضعة.
ومن ناعط عمير بن خالد بن ذي مران الأوسط بن زيد بن مالك ذي التاجين الذي رمى بسر مراد وله خبر وشعر.
ومن فقهاء الناعطيين يسار بن أبي حرب، ولا أدري من أي أبيات الناعطيين هو.
ومن أشرافهم اليوم آل أبي المغلس ملوك الجوّة من أرض المعافر، وآل أبي أرنبة بناحية صنعاء وبخدار من مخلاف ذي جرة انقضاء نسب الناعطيين.