لنا البيت منها والرئاسة والحجى ... وإرث المعالي والجسيم من القدر
إذا ما اغتدوا يوماً لحرب قبيلة ... فقد رجمت منهم بقاصمة الظهر
نماناً إلى فرع الأرومة ماجد ... كريم المساعي في اليسار وفي العسر
ونحن بدعنا للجياد سروجها ... ونحن ضربنا الناس في شنف النكر
فإن جئن يوماً مالك بن ملالة ... فإنلهمدان مناقب لا تري
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ... وطيب تراب القبر دل على القبر
وفي ذلك يقول مالك بن ملالة:
وأنا ابن همدان الذين هم هم ... بدعوا السروج وشلو كل لجام
وعلقمة بن مالك كان نجداً وهو القائل في حرب قضاعة:
عادات أسيافنا يوماً إذا صدئت ... صقالها بمساحي هام خولان
تظمأ ما ظمئت فينا، وليس لها ... إلا دماؤهم من مشرب دان
أمثلكم هاجنا أو هاد بيضتنا ... أو سبّنا يا رعاة المعز والضان
ثلاثة نفر بني مالك: فأولد طفيل جلهماً ومطعماً ومالكاً. فأولد جلهم مالكاً وعنتراً وحوثرة. وأولد مطعم مكرمان، فأولد مكرمان المعمر فأولد المعمر مطعماً، فأولد مطعم أبا رهم الشاعر، هاجر وهو ابن خمسين ومائة سنة وقال:
إليك طويت الأرض أقتبس الهدى ... وفارقت بطن الجوف نشقاً وأرحبا
وأما عمرو بن مالك فقتل في حرب خولان، قتله الربيع بن عقيل بأخيه مسعود بن عقيل.
وأولد علقمة بن مالك زيداً وملالة وبالظاهر من المراشي وادٍ يصب فيه شعب مرقب يقال له الملالي كان لآل ملالة، به مزارع ومساكن خاوية انقضى نسب ملالة بن أرحب.
بنو عليان بن أرحب وأولد عليان بن أحرب علوي وعبداً وذيبان الأصغر ومجلداً بضم الميم وفتح اللام ونخيلاً بطن ويقول بنو عبد: أن نخيلاً ابن لعبد وليس بأخيه.
فأولد علوي بن عيان كعباً وعوذاً والحارث. فولد عوذ بن علوي أوبر وبريمة. فولد الأوبر الأسفع، وكان سيد بكيل في عصره وهو القائل في حرب حمير ومذحج، وكانت حرباً مضرّة بالجميع، والذي هاجها ابن سريع السكسكي، ثم إنهم تداعوا إلى الكفّ، ولحمير فضل في الدماء على مذحج، ثم إن جابر بن عدي ومالك بن عمرو المازنيين من زبيد خرجا في الثلاثين راكباً من وجوه مذحج حتى طرحوا نفوسهم على زرعة بن عمرو الخنفري عن غير مشورة من كهلان، قوداً في الدماء التي كانت على مذحج، فاتفق باقي كهلان أنهم لا يسلمون، وأنهم إن عدي عليهم دخلت كهلان كلها في حرب حمير في عجز قصيدة له قد أثبتناها فيما تقدم:
ألا يا لهمدان فجدّوا وشمّروا ... فقد ضافكم في القوم إحدى الكبائر
ونادوا مراداً ثم زمّوا سلاحكم ... وضموا جياد الخيل ضم المكاثر
فإني أرى قوماً أقادوا نفوسهم ... وصاحبهم فيما يُرى أيّ غادر
ونادوا بحاراً يا لكعب سراتكم ... فليس جهول بالأمور كخابر
ففي حمير الأرباب ملك ونخوة ... جبابرة ما فوقها من جباير
ونادوا زبيداً غاب عنها زعيمها ... وما هو فيما قد أحال بصادر
فمن مبلغ عني عدياً رسالة ... ويخبره عني ولست بحاضر
بأنكم أمكنتم من نفوسكم ... وفي عقب الأيام بلوى السرائر
فيا ليت شعري هل يؤوبن مالك ... أم الحين يهوي للثرى والحفائر
بني مازن هلا عذلتم أخاكم ... وقلتم له قول الشفيق المحاذر
هلمّ ولا تطرح يديك إلى العدى ... فتوعب أذن بعد جدع المناخر
فإن تسلموا عنها نرَ الأمر مقبلاً ... وإن تعطبوا نثأر ببيض بواتر
وكل ردينيّ أصمّ عنطنط ... يلوح كنجم في المجرّة زاهر
وبالجوف من همدان ما عادل الحصا ... فوارس هيج غير ميل عواور
إذا استلأموا شُبّاكهم فتواثبوا ... كمردف عقبان الشريف الكواسر
وتنظر أهل الظاهرين رديفة ... فمن بين ذي درع ومن بين حاسر