فولد شهاب بن مالك بن معاوية الفائش الأكبر بطن وهم فائش خمر وهم أخوال أسعد تبع، وأمه الفارعة بنت موهبيل بن عبد ريم بن عمرو بن الفائش، ويسمى الفائش اليوم الحواشة لبطن دخل فيها من حمير يسمون الحواشة، وغلب على الحواشة اسم الفائش فالجميع يدعون بهذين الإسمين، ولهم ثروة ونجدة ودين. وهاجر أكثر الفائش وبقي في خمر وأحوازها بنو حمير وبنو أسد ابنا مالك بن حسان بن مالك بن الفائش. ومن آل حمير آل حسان بن حمير، وبنو بشر ساكنة الظاهر أعني ظاهر لغابة وآل جعفر وآل عثمان وآل يزيد وآل قيس وآل أسد وآل عبد الرحمن وآل فارع وآل سرور وآل الأجهر وآل تمام وآل عامر. وقد يقول بنو أسد بن مالك إنهم أسد بن معشر بن مرثد بن شهاب بن مالك بن معاوية ومالك بن شهاب وهو جوب. بطن يسمى به الوطن من البون كما سمي بحوث من حاشد الوطن منهم عمرو ذو النفرة بن مالك بن رزام بن سخبر، وكان من أشراف جوب والسخابر بالبون من جبلة ومرثد بن شهاب. ثلاثة ابطن بني شهاب ابن مالك بن معاوية بن دومان.
فولد مرثد بن شهاب معشراً، فولد معشر بن مرثد عامراً ومالكاً وزياداً وأسداً بطون كلها انقضى نسب بني شهاب.
وأولد ثور بن مالك زيداً، فولد زيد صهلان الكبير. فولد صهلان بن زيد غيان ومانعاً وحياً بطون. فولد مانع بن صهلان عمراً وعبداً وهو عبد الله وعبيد الله، فولد عمرو بن مانع عكبري وفضلى ونشقاً بطن، وهم النشقيون فولد نشق عمر وربيعة ويمجد وذا الجراب وثوراً ذا شمر.
والنشقيون بيت شرف، كانوا ملوكاً لهم قصر روثان والسوداء والبيضاء وعمران بالجوف ومأرب، وقال بعض متقدمي شعراء نشق:
شفى غلة النشقيّ في عهد تبع ... بروثان فيها سبقه ومواتره
حمى بالقنا جوف المحورة إنه ... منيع نمته من بكيل أكابره
له أرحب والحي أرحب سادة ... تضر ونهم في اللقاء وشاكره
نفى مذحجاً منه فتلك فلولها ... بهيلان تبكي شجوها ويُحابره
حدثني محمد بن عيسى العثاري قال: سمعت إبراهيم بن أبي الجهم النشقي يقول: كان من نشق بطنان يمجد وذو الجراب ساكنين بروثان من أسفل الجوف، وكانوا في محلين متقابلين كل قبيل في واحد، وبين المحلين عرض الوادي، وكل قبيلة منهم زهاء ثلاثمائة رجل، فعبر رجل من أحد الحيين على رجل من الحي الثاني يتشرف على منزله وحرمته، فزجره، ثم عاد فزجره، ثم عاد فرماه فقتله. وتناشب الحيان الحرب، فما انجلت عنهم الفتنة حتى فتانوا وبقي منهم اليسير، فمالت بنو يمجد إلى بني عبد بن عليان فأجاروهم وشاركوهم في الديار فهم معهم إلى اليوم. فلما صاروا في كفة بني عبد بن عليان خشي ذو الجراب مطاولة أرحب فأجلوا إلا القليل إلى حضرموت فلهم بها اليوم ثروة، وانخزلت فرقة منهم إلى سردد فهم بها إلى اليوم. وفي ذلك يقول بعض ذي الجراب:
كأن لم يكن روثان في الدهر مسكناً ... ومجتمعاً من ذي الجراب ويمجد
ففرقهم ريب الزمان فأصبحوا ... قرى حضرموت ساكين وسردد
وقال آخر منهم:
أنا الغلام المجتليّ الداري ... أخرجني من وطني وداري
طلبي جلاد القوم بالصحاري
المجاتل بطن من ذي الجراب.
قال: ورأيت في سيف إبراهيم بن أبي الجهم وكان سيفاً متوارثاً مكتوباً هذا البيت:
اذكروا البيض في الحجال وحاموا ... يا بني الحرب عن ذوات الحجال
ومن بني ربيعة بن نشق الشهيد بن حاضر النشقي، وفد على معاوية، وله معه أخبار، وهو القائل:
وكم للعرف فينا من سماء ... وكم للروع فينا من قتيل
وكم من ذات بعل قد تركنا ... بحد السيف خلواً للبعول
ومن أشراف يمجد في الإسلام الظهار بن بشير، وكان اليعسوب جواداً لهم، وكان أكرم خيل العرب، ووثب بصاحبه وقد طرد مهواة بين عرقتين بحراز فأنجاه. وقد تقاللوا بحراز. وبنو لعف بطن بحراز لهم شرف ونجدة من بني ربيعة بن نشق، وفيهم يقول الهمداني:
وفي هوزن من حي لعف عصابة ... ومن آل نشق كل رخو الحمائل
ومن أشرافهم بالجوف إبراهيم بن أبي الجهم، كان فارس همدان في عصره وفاتكها.
ومن بني يمجد الصوالع بطن، وهم بالجوف.