والثاء، واللام، فقولك: حط ضمانك، ورد ضاحكا، وشدت ضفائرها، واحفظ ضأنك، وخذ ضرمك، ولم يلبث ضاربا، والضاحك.
والمزايا التي لا تذهب للإدغام خمس، وهي الاستطالة والتفشي والتكرير والصفير والغنة، على أنه قد جاء عن بعض المتقدمين من القراء غير السبعة إدغام الضاد عند الطاء في {اضْطُرَّ} وبابه، وله وُجَيه قد نص عليه سيبويه ليس هذا موضع ذكره.
ومن ذلك الراء الساكنة عند اللام، نحو: "نَّغفر لكم" [البقرة: 58] ، و {يُغْفَرْ لَهُمْ} [الأنفال: 38] ، و {وَاغْفِرْ لَنَا} [البقرة: 286] ، و {يَنْشُرْ لَكُم} [الكهف: 16] ، و {وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} [مريم: 65] ونحوه.
وجملة ما في القرآن منه اثنان وخمسون موضعا، أجمع القراء على الإظهار فيها لما في الإدغام من الإخلال بالصفة، إلا ما رووا عن أبي عمرو من الإدغام في كل ذلك، في الكبير والصغير، على أن أبا زيد روى عنه الإظهار كالجماعة، وهي رواية ابن جبير عن اليزيدي عنه، وهو مذهب سيبويه، وإليه رجع ابن مجاهد أخيرا, كما حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، حدثنا مكي بن أبي طالب، حدثنا أبو الطيب قال: أخبرنا أبو سهل أن ابن مجاهد كان قديما يأخذ بالإدغام في قراءة أبي عمرو، يعني إدغام الراء في اللام، ثم رجع إلى الإظهار قبل موته.
قال أبو الطيب: فذاكرت أبا الفتح بن بدهن بما عرفني به أبو سهل فقال:
هو كما قال.
وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا محمد بن أحمد, حدثنا ابن مجاهد عن أصحابه, عن اليزيدي، عن أبي عمرو بالإدغام، ولم يذكر خلافا ولا اختيارا، وبالإدغام يأخذ القراء، وكأن المسهل له قرب المخرج، وامتنع عند سيبويه لما فيه من إذهاب التكرير.