ومن أجاز الجمع بين ساكنين الأول منهما حرف مد ولين، والثاني غير مشدد، وممن أجازه يونس والكوفيون، وذكر أنه مسموع قال مع البدل: أرايت فمد ولم يحذف، وقد قرئ "محيايْ" [الأنعام: 162] بسكون الياء و {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [البقرة: 6] ، [ويس: 10] بالبدل، ووجه الحذف وإن ضعف أقيس.
- قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {لَأَمْلَأَنّ} .
ففيه ستة أجوبة على ما تقدم، أحسنها أن تجعل كل واحدة من الهمزتين بين بين, ثم يليه أن تحقق الأولى لأنها أول كلمة، وتجعل الثانية بين بين، هذان الوجهان جيدان, ويليهما أن تأخذ في الثانية بالبدل فتمد, والأولى بين بين. ووجه المخالفة بينهما الإشعار بجواز الوجهين، وخصصت الثانية بالبدل؛ لأنك لو أخذت في الأولى بالبدل للزمك الحذف، ثم أن تحقق الأولى وتبدل الثانية فتمد، فإن آثرت وجه البدل في الأولى، وهو ضعيف، لما يلزم من الحذف، ولأن البدل ليس بالقياس، وإن لم يلزم حذفت وسهلت الثانية بين بين، وهو وجه خامس.
وقد ذكرت أن وجه المخالفة بينهما الإشعار بجواز الوجهين، فإن أخذت بالبدل فيهما حذفت الأولى، ومددت الثانية، وهو الوجه السادس.
- قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} [الشعراء: 61] .
ففيه جواب واحد على ما تقدم، وهو أن تجعل الهمزة بين بين ممالة، ليوصل بإمالتها إلى إمالة الألف المنقلبة عن الياء بعدها، وإمالة الألف قبلها والراء إتباعا لما بعدها.
- قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ} [الأعلى: 6] ففيه ثلاثة أجوبة، وهي المتقدمة في {مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14] غير أن الموافق منها للخط في {مُسْتَهْزِئُونَ} مذهب سيبويه، وهو أن تجعل بين الهمزة والواو، وهو في {سَنُقْرِئُكَ} مخالف؛ لأنها كتبت بياء، واتباع الخط رواية عنه فيحسن ها هنا مذهب غيره، وقد ذكر في هذا ونحوه مما الهمزة فيه لام الفعل رفض الهمزة، وهو وجه رابع مسموع ليس بقياسي، يقول بعض العرب: قريت، واستقريت،