نحو: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} ، و {أَفَأَنْتَ} ، و {سَأَصْرِفُ} [الأعراف: 146] ، و {كَأَيِّنْ} ، و {كَأَنَّ} ، و {وَيْكَأَنَّ} [القصص: 82] ، و {فَلِأُمِّهِ} [النساء: 11] ، و {بِأَنَّهُمْ} ، و {بِأَيِّكُمُ} ، و {فَبِأَيِّ آلاءِ} ، و {فَأُعَذِّبُهُمْ} ، و {لِأُولَاهُمْ} [الأعراف: 38] ، و {لَإِحْدَى الْكُبَرِ} [المدثر: 35] .
وإن كانت ساكنة, فالبدل نحو {لِقَاءَنَا ائْتِ} [يونس: 15] ، و {إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} [الأنعام: 71] ، و {الَّذِي اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] ، و {قَالُوا ائْتُوا} [الجاثية: 25] .
فأكثر القراء يأخذون لحمزة بالتسهيل في هذا الباب؛ لأن الهمزة قد صارت متوسطة، ولا يوقف على حروف المعاني وغيرها دونها، وله أصل عن خلف؛ لأنه قال في كتاب الوقف: "أإن لنا، وأإنك" نقف عليهما بغير همز، إلا أن من أخذ بالتسهيل ربما خلط فأخذ في بعض ذلك بالتحقيق، وفي بعضه بالتسهيل، مثلما اختاروا في {الْأَرْضِ} وبابه التسهيل1، وفي {قَدْ أَفْلَحَ} وشبهه مما انفصل في الخط التحقيق. والأمر عندنا فيهما واحد، وهذا كذكرهم في المتوسطة حروفا من هذا الباب، وفي هذا الباب حروفا من المتوسطة؛ لأن نكتة الفرق بين البابين ذهبت عنهم، وهي تحصيل حرف الزيادة من حرف المعنى، وإنما نظروا إلى الخط.
ومن الناس من يأخذ لحمزة في هذا الباب بالتحقيق لا غير؛ لكون الهمزات مبتدآت، وهو قياس ما روى أبو أيوب الضبي عن رجاء بن عيسى أن حمزة يقف على "الآخرة، والأولى" وبابهما بالهمز كالوصل, وكذلك روى أبو مزاحم الخاقاني عن أصحابه عن حمزة، وهو اختيار أبي سهل وأبي الطيب وابنه طاهر وغيرهم. وهو اختيار أبي -رضي الله عنه- قال: وهو الصواب الذي لا يصح غيره، والأول اختيار عثمان بن سعيد، وذكر أنه مذهب شيخه أبي الفتح والجمهور من أهل الأداء، وهو اختيار أبي الحسن بن شريح، وذكر لي أنه أقيس.