قال لي أبي -رضي الله عنه: لهذا وجه، وهو أنه لم يعتد بهمزة الوصل، فأجراها مجرى المنفصل في نحو "جَاءَ أَحَدَهُمْ" [المؤمنون: 99] وشبهه، ومن مذهبه في ذلك الجمع بين همزتين، فحمل هذا على هذا.

وروى النقار عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر "إِيلافِهِمَ" في [قريش: 2] بهمزتين؛ الأولى مكسورة والثانية ساكنة، والجماعة على تخفيف الساكنة.

فإن لم تلاق الهمزة الساكنة همزة أخرى، وجاءت منفردة فذلك كثير في القرآن جدا، ولا يخلو من أن يكون فاء أو عينا أو لاما كالمتحركة.

فإن كانت فاء أو عينا وجدت في الأسماء والأفعال، فالأسماء نحو: {الْمُؤْتَفِكَاتِ، والْمُؤْمِنُ، وَالْمُؤْمِنُونَ} , والكأس، {والرَّأْسُ، والْبَأْسَ} ، والبئر، والذئبَ، {وسُؤْلَكَ، والرُّؤْيا} وبابه.

والأفعال نحو: {يُؤْمِنْ} و {يُؤْمِنُونَ} و {يُؤْلُونَ} [البقرة: 226] ، و {يَقُولُ ائْذَنْ لِي} [التوبة: 49] ، و {الَّذِي اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] ، و {لِقَاءَنَا ائْتِ} [يونس: 15] وشبهه.

وإذا كانت لاما لم توجد إلا في الأفعال نحو: "أنشأنا، وأخطأنا، وشئنا، وشئتم، وجئنا، وجئتم، وتبرأنا" [القصص: 63] ، "وتبرأتم"، و {فَادَّارَأْتُمْ} [البقرة: 72] وشبهه, فلأبي عمرو في تخفيف هذا الباب، ولورش في تخفيف بعضه، مذهب أبينه إن شاء الله.

مذهب أبي عمرو في ذلك:

كان لا يهمز كل همزة ساكنة، فاء كانت أو عينا أو لاما، في اسم أو فعل، ويبدلها على حركة ما قبلها1.

وقد اختلفت ألفاظ الرواة عنه, متى يفعل ذلك؟

فقال أبو عمر عن اليزيدي عنه: إنه كان لا يهمز إذا قرأ فأدرج القراءة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015