وأهل الأندلس يأخذون له بالإظهار؛ اتباعا لأبي الطيب وأبي أحمد في ذلك.
وبه قرأت على أبي -رضي الله عنه- وسائر شيوخي, وقد أصفق البغداديون والخزاعي والأهوازي معهم على أن هشاما يدغم هذه الأحرف الثلاثة، وكذلك آخذ له.
وكان عثمان بن سعيد يروي لهشام من طريق أبي مرثد {فَنَبَذْتُهَا} وحده مدغما.
وقرأت لابن ذكوان من طريق الأهوازي عن الشنبوذي، والثغري عن ابن الأخرم بالإدغام في الثلاثة، ومن طريقه عن السلمي عن ابن الأخرم بالإظهار كالباقين, وبه آخذ له.
باب اللام عند الذال:
وذلك اللام من "يفعل" عند الذال من "ذلك", تفرد أبو الحارث بإدغامها. وجملة ذلك ستة مواضع: في [البقرة: 231] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} , وفي [آل عمران: 28] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} , وفي النساء موضعان {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا} [30] وبعد المائة [114] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} , وفي [الفرقان: 6] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} ، وفي [المنافقون: 9] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .
الباقون بالإظهار في الستة.
باب الراء عند اللام, والفاء عند الباء:
وذلك {يَغْفِرْ لَكُمْ} وبابه، وقد ذكرنا مذاهب أبي عمرو فيه.
و {نَخْسِفْ بِهِمُ} وقد ذكرنا إدغام الكسائي له، وقيل عنه أيضا بالإخفاء فيه.