- والرواية: "يا نساء المؤمنات" [25]. بنصب النساء، وإضافتهن إلى المؤمنات، وهو على هذه الرواية من باب قولهم: صلاة الأولى، ومسجد الجامع، وقد مضى الكلام فيه في أول هذا الكتاب، فغنينا عن إعادته في هذا الموضع، ولأبي الوليد في الكتاب "الكبير" تأويله، وهو ما جله؟! ورأيت من منع تقدم هذه الرواية؛ لأن النساء أعم من المؤمنات، والمؤمنات بعض النساء، ولا يضاف الشيء إلى بعضه. قال: وقد يجوز هذا عندي على وجه، وهو أن يوصفن بأنهن نساء، على معنى المدح والثناء، فتقول لمن تمدحه من النساء: هي نساء، بمعنى: أنهن على المحمود من أحوال النساء في الخير والستر والعفاف، كما تقول: يا رجل، فكأنه قال: يا فاضلات المؤمنات من النساء. قال غيره: وإنما الوجه فيه: يا نساء المؤمنات، برفع "النساء" على أنهن منادى مفرد، وبرفع "المؤمنات" على الصفة لهن على اللفظ، ويجوز نصب "المؤمنات" أيضاً على أن تكون صفة لهن على الموضع، وهذا كقولهم: يا زيد العاقل، والعاقل، ويا عمرو الراكب والراكب، قال جرير:

فما كعب بن مامة وابن سعدى ... بأجود منك يا عمر الجوادا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015