- قوله: "فقال ابن عباس: آخر الأجلين" [83]. تقديره: حلها آخر الأجلين، فحذف المبتدأ اختصاراً، كقوله تعالى: {لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ} أي: هذا بلاغ.- وقوله: "فحطت إلى الشاب" معناه: مالت إليه وانجذبت. قال عمرو بن الأهتم:
ذريني وحطي في هواي فإنني ... على الحسب العالي الرفيع شفيق
وتقدم معنى لم تحل، وأنه يقال: حل يحل؛ إذا خرج من أمر محظور عليه. ويقال للحاج إذا خرج من إحرامه: حل يحل وأحل يحل، ولا يقال: حل يحل- بضم الحاء في المستقبل-، إلا إذا كان بمعنى النزول.
- وقوله: "وكان أهلها غيباً". وفي حديث آخر: "وإن نفرنا غيب" جمع غائب، وتقيد في كتابي "غيب"، وكذا طبطه الأصيلي، وضبطه غيره: "غيب" وهو القياس؛ لأن فاعلاً متى كان صفة لمذكر فإنه يجمع على فعال وفعل، نحو شاهد وشهاد وشهد، والمعتل العين يجري هذا المجرى، مثل: قائم وقوام وقوم، وصائم وصوام وصوم. قال سيبويه: وغائب وغياب وغيب، إلا أنه