ولإشرافه سمي نعمان السحاب، وإنما قيل: من مزدلفة والمزدلفة، فاستعملت تارة اسماً علماً، وتارة صفة؛ لأنها صفة في الأصل، ثم نقلت إلى أن سمي بها الموضع، فجرت مجرى قولهم في الأعلام: عباس والعباس وحسن، والحسن، وهو باب من العربية مشهور، وقد تقدم لم سميت "المزدلفة" و"عرفة" و"منى" بهذه الأسماء.
وأما "محسر" فاشتقاقهم له من قولهم: حسرت البعير وحسرته- في التخفيف والتشديد-: إذا مشيت به حتى يهزل ويضعف، فكأنه سمي بذلك؛ لأنه يهزل الإبل ويضعفها إذا سارت فيه، كما قالوا: للفلاة مهلكة، ومسافة، فاشتقوا لها اسماً من الهلاك، والسواف، وهو شبيه الطاعون يقع في الإبل، قال عروة بن الورد:
فيمسي طليحاً كالبعير المحسر
وقول ابن الزبير: "إلا بطن عرنة" و"إلا بطن محسر" الأظهر أن تكون عرنة من عرفة، ومحسر من المزدلفة؛ ولذلك استثناهما من جملة ما أباح الوقوف به، فيكون استثناء من الجنس، وقد يجوز أن يكون استثناء من غير